شريط للقاعدة يصور مقاتلين موريتانيين



أصدرت القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي شريطا إرهابيا جديدا مع حلول شهر رمضان المبارك. الوثائقي يصور بوضوح على مدى 100 دقيقة مقاتلين من مالي وموريتانيا وهم يجددون ولاء المجموعة لزعيم القاعدة أيمن الظواهري.
يقول محمد ناجي خبير في القضايا الإرهابية "في هذا الشريط، تستعرض القاعدة دعايتها في مسعى لتأكيد أنها لا تزال قائمة وقادرة على إحداث البلبلة". وقد أدّت سلسلة من العمليات العسكرية المشتركة التي شنّتها القوات الموريتانية والمالية لمكافحة الإرهاب إلى وضع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في حالة يأس واعتماده خطة دفاعية.
وبحسب ناجي، فإن المجموعة تهدف من خلال عنوان الشريط "أدخلوا من بابهم" إلى تأكيد وجودها.
أشرطة القاعدة تُربك أيضا الزعماء الدينيين.
عليين، إمام مسجد في حي المينا الشعبي غرب العاصمة قال "هذه دعاية الشيطان. عناصر القاعدة بالمغرب الإسلامي خرجوا عن الطريق المستقيم. إنهم يسيئون كثيرا للإسلام والمسلمين. يجب أن يكون شبابنا جد حذر ولا يتبع أبدا نموذج هذه النفوس الضالة".
أما الإمام عبد الله سار يقول "الإرهابيون يوجهون ضرباتهم بشكل عشوائي ويقتلون الرجال والنساء والأطفال. هذا العنف لا يمت بصلة للإسلام".
وفي هذا السياق يضيف سيدي الخير الخبير في قضايا الإرهاب "مضمون الفيلم يوحي بالكثير. فهو يضم مقاطع من عدد من الثورات العربية في مصر واليمن وسوريا وليبيا مع التركيز على قمع المتظاهرين من قبل قوات إنفاذ القانون والنظام".
وأضاف أن الشريط "يسلط الضوء على قادة التنظيم بدءا بأسامة بن لادن وخلفه أيمن الظواهري ."
ويقول الخير "هناك أيضا الليبيين أبو يحي وأبو ليث والشيخ علي بلحاج وعدد من القادة الآخرين". وأشار أيضا إلى ظهور أعضاء في القاعدة بالمغرب الإسلامي من شمال مالي إلى جانب صور لمناوشات مع الجيش المالي بما فيها معركة ووسرا في 2009.
وقال "في هذا الشريط، العناصر الموريتانية في القاعدة بالمغرب الإسلامي مُمثلة بقوة. ويصور الشريط أيضا أبو أيمن الشرقي وهو يعظ القوات. وكان قد قُتل بورقلة سنة 2008 في اشتباك مع الجيش الجزائري".
الحضور القوي للشباب الموريتاني في قلب القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي يمكن أن يُفسر بالتعصب والتقليد والفقر وضعف التأطير حسب قول المحلل غنوكان آدم لمغاربية. فهذه العوامل قد تدفع الشباب للانضمام إلى الجماعات الإرهابية.
وقال "هؤلاء الشباب هم ضحايا الاتجار بالعقول والحشو الروحي. ويوعدون بالجنة في حالة موتهم شهداء".
وفي مارس الماضي، نظمت وزارة التوجيه الإسلامي مؤتمرا بنواكشوط على الإسلام المعتدل. وبهذه المناسبة قال وزير الاتصال حمدي ولد محجوب إن الهدف هو "تمرير رسالة اللا-عنف وتذكير الناس بأنه من واجب المسلمين حماية الأجانب".
وفي تعليقه على الشريط، قال مختار، طالب شاب بجامعة نواكشوط "الإرهاب يغوي الشباب الموريتاني بسبب نقص الفرص. ففي غالب الأحوال ليس لديهم أي بديل آخر سوى البطالة".

ويجد المسؤولون الموريتانيون صعوبة في التعامل مع أشرطة الإرهابيين التي يسهل الاطلاع عليها في أي مكان يُتاح فيه الانترنت. المسؤول العسكري السابق علي ولد مغلاه قال لمغاربية "القانون يمنع أي تداول لدعاية القاعدة، لكنه يبقى أمرا صعب التطبيق خاصة فيما يتعلق بقوانين الحريات الفردية والعامة".
لكن إزيد بيه، عضو سابق في القاعدة بالمغرب الإسلامي قال "اخترت العودة إلى بلدي ونبذ ثقافة العنف وزملائي الأعضاء لأنني لم أر أي مستقبل لنفسي أو أي أهداف نبيلة".
إبراهيم، طالب بجامعة نواكشوط، قال إن لديه زملاء في الدراسة معجبون بمقاتلي القاعدة بالمغرب الإسلامي في الأشرطة. وقال "شخصيا، لست مهتما بهذا النوع من الأشرطة لأنني ضد الإرهاب. ليس من الجيد قتل الناس وحمل السلاح ضد بلدك".
الشيخ، طالب آخر شاهد الشريط، قال "أعتقد أن هؤلاء الأشخاص خطرون. إنهم مرضى".

التعليقات :

Enregistrer un commentaire