محاولات اختراق حركة 20فبراير



[مواسي لحسن] دعا قياديو السلفية الجهادية أتباعهم للمشاركة في الاحتجاجات التي تنظمها حركة 20 فبراير.
[مواسي لحسن] دعا قياديو السلفية الجهادية أتباعهم للمشاركة في الاحتجاجات التي تنظمها حركة 20 فبراير.

لمّا اجتاحت موجة من الاحتجاجات المغرب، حاولت السلفية الجهادية استغلال هذا الزخم من أجل التغيير لصالحها. بيد أن حركة 20 فبراير التي يقودها الشباب نأت بنفسها بعيدا عن المتطرفين، مؤكدة تمسكها بالمبادئ الديمقراطية.
ففي مارس الماضي أعلنت مجموعة من السلفيين عن تشكيل مجموعة أطلقت على نفسها "الحركة السلفية المغربية من أجل الإصلاح"، والتي أعلنت تمسكها بالثوابت السياسية في المغرب وعلى رأسها النظام الملكي والوحدة الترابية للمملكة. كما أعلنت عن نفسها كحركة "سلمية وسطية لا تنهج العنف والتشدد والتطرف كوسيلة للتغيير أو الإصلاح" ودعت أتباعها إلى المشاركة في المظاهرات التي تنظمها حركة 20 فبراير.
كما دعت السلطات إلى التعامل مع المتظاهرين بوعي ومسؤولية. ولخصت الحركة السلفية من أجل الإصلاح مطالبها في "توسيع مجال الحريات الفردية والجماعية" وتحقيق العدالة الاجتماعية والعمل على محاربة الفساد وإصلاح القضاء وإلغاء القانون المغربي لمحاربة الإرهاب.
وعقب ذلك، بث على الانترنت شريط فيديو يظهر فيه محمد حاجب، الذي يقضي عقوبة الحبس لمدة 10سنوات في سجن سلا بتهم الإرهاب، وهو يدعو أتباع التيار السلفي الجهادي إلى الخروج في مظاهرات 20فبراير.
واستعمل حاجب في رسالته نفس أسلوب بن لادن مع محاولته استخدام شعارات الحركة المؤيدة للإصلاح. كما اقتبس من زعيم القاعدة المغتال حديثه عن تقسيم العالم إلى "فسطاطين". بالإضافة إلى ذلك، حاول حاجب في خطابه استعمال عبارات ومفاهيم مقتبسة من شعارات حركة 20 فبراير الإصلاحية، مثل عبارة "محاسبة المفسدين الذين ينهبون المال العام ويستفيدون من الريع الإقتصادي".
وقال حاجب في ختام خطابه "نحن السلفية الجهادية، وأنا واحد من السلفية الجهادية، نبارك خطوات 20 فبراير ومطالبها المشروعة". وأضاف أنه يبشر بقرب خروج معتقلي السلفية الجهادية من السجن والتحاقهم بالحركة الإصلاحية مذكرا بالأمثلة التونسية والمصرية والليبية.
لكن مشاركة الشيخ السلفي محمد الفزازي التائب في مظاهرات حركة 20 فبراير بطنجة أثارت ردودا قوية من الحركة الشبابية، خاصة بعد دعوته إلى تطهيرها من الشباب الذين لا يصومون في رمضان.
وكان الفزازي معروفا بتوجهه التكفيري المتشدد خلال التسعينات، وبارك هجمات 11 سبتمبر ضد الولايات المتحدة. وتم اعتقال الفزازي بعد 2003 تفجيرات الدار البيضاء . غير أنه بادر إلى مراجعة أفكاره قبل عامين. وخرج الفزازي من السجن في إطار العفو الملكي الذي شمل 92 من معتقلي السلفية الجهادية.
وقال محمد العوني، المنسق الوطني لحركة 20 فبراير، لمغاربية "شكلت المطالب الحقوقية للسلفية الجهادية، خاصة المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان في الملفات المتعلقة بالإرهاب، نقطة الالتقاء بين حركة 20 فبراير والسلفية الجهادية. لكن مشاركتهم في المظاهرات بقيت محدودة ومتقطعة".
وأشار العوني إلى أن أتباع السلفية الجهادية شاركوا في مظاهرات نهاية أبريل، ثم انقطعوا بعد أحداث تمرد المعتقلين في سجن سلا، ولاحظ أنهم عادوا للمشاركة في المظاهرات مند نهاية رمضان.
وقال العوني "20 فبراير حركة احتجاجية مفتوحة، ولا يمكن الاعتراض على مشاركة أي أحد فيها".
وفي تعليقه، يقول المحلل السياسي المغربي محمد ضريف إن مكونات حركة 20 معروفة، ولا علاقة لهذه المكونات بالسلفية الجهادية التي حاولت الالتحاق في وقت متأخر بالحركة دون أن تفلح في ذلك.
وأوضح ضريف أن حركة 20 فبراير تم إطلاقها في البداية من طرف ثلاث مجموعات على الانترنت، ودعمتها أحزاب اليسار الراديكالي، ثم التحقت بها في مرحلة ثانية جماعة العدل والإحسان، وبعض التنظيمات الشبابية للأحزاب السياسية التقليدية.

ويضيف ضريف أن السلفية الجهادية لم تنجح في اختراق حركة 20فبراير على المستوى التنظيمي، خاصة وأن معظم النشطاء ينتمون إلى الأحزاب اليسارية الراديكالية وإلى جماعة العدل والإحسان، والتي تختلف إيديولوجيتها عن السلفية الجهادية .غير أن الحركة تطورت فيما بعد وتحولت إلى إطار مفتوح للإحتجاج أمام كل مكونات الشعب المغربي.
أما عبد الله الرامي الباحث في المركز المغربي للدراسات السوسيولوجية فيرى أن السلفيين الجهاديين المغاربة يشاركون في مظاهرات حركة 20 فبراير ظاهريا تحت غطاء المطالب الحقوقية، لكن لديهم أسباب وأهداف متعددة، منها البحث عن الحضور الإعلامي والاستقطاب والتربص.
ويقول إنهم يدركون أن هناك رجة من التحولات لا أحد يسيطر عليها، لذلك يسعون إلى التموقع والتربص.

التعليقات :

Enregistrer un commentaire